الاثنين، 31 ديسمبر 2012

2013

عام جديد , تمنيت ان يكون سعيدا , حاولت ان اجعله هكذا ولكن فشلت حتى ابسط محاولاتى .....
وقبل بدء هذا العام توقعت ان يكون اسود الاعوام التى سأعيشها -ان كان هذا- فى حياتى وقد كان , مع بدء الساعات الاولى لأخر يوم فى هذا العام , اغتيال مهند سمير , مهند شخص حزنت كثيرا وبكيت كثيرا وهتفت كثيرا بأسمه لرفع الظلم عنه وبعد 11 شهر من رحلته المره داخل السجن هل علينا احد الشموس المحتجزه فى عتمة الزنازين ,, خرج مهند ولم يمكث طويلا حتى دخل فى رحلة جديده لا يعلم منتهاها الا الله 
وتجددت لحظات فراقى لجابر نفس المشاهد لم تختلف كثيرا عن ذى مضى , المستشفى , المنهارين من حولى , بطل يرقد بين يدى الله , وأم مفطور قلبها تكتم بكاءها شيئا وتبوح بيه وقتا اخر , تطمئننا حينا وتطلب منا الدعاء له والأخذ بثأره حينا اخر 
وأظل بين هذا وذاك لا اجد الكلمات المناسبه التى اتوجه بها الى رب العباد واطلب منه استجابتها , اريد ان ارى مهند حيأ ولكن لا أريد تكرار تجربة "معوض" الحى الميت منذ اكثر من عام , أريده حيا ولكنه واقفا ع قدميه , فلا اريد ان أرى "مصطفى عبد الدايم " من جديد أمامى , أطلب من الله الرحمه لمهند ولأمه ولكنى لا أستطيع أن أنطق بها , قلبى كاد ينشطر نصفين من ثقل هذه الكلمات عليه
.
.

يارب

السبت، 22 ديسمبر 2012

ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفه!

يوم.. مش فاكره ملامحه , مش فاكره حد ولا تلات شهر ايه سنه كام !! تليفون من امى , مكانش التليفون اليومى المعتاد ,صوتها كله قلق انتى فين ؟؟ ماتنزليش , لا النهارده ولا بكره الجيش نازل دبح فى الناس عند ماسبيرو !
مرت ساعات بقلب فى تليفونى اخبار مشوهه ومشتته عن الجيش مدرعات قتلى جرحى 
اخدت لابتوب صاحبتى صور كتير كلها دم ومدرعات
صوره مكتوب عليها ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفه فتحتها ........ مينا دانيال غرقان فى دمه جنبه مجموعه من الناس قلبت فى وشوشهم لكن معرفتش حد منهم 
واحده صحبتى شافت الصوره عندى جت جرى قلت يمكن تشاركنى اللحظه المره دى اللى فقدت فيها حتى القدره ع البكاء لقيتها بتقول ايه الصور اللى منزالها دى حرام عليكى مش عارفين ننام .........................................
مرت سنه واكتر شويه مر ألم كتيير دموع وحزن واكتئاب لكن مامرتش لحظه شبه لحظة ماعرفت ان مينا مات وانى مش هشوفه تانى
وفى يوم تانى مش فاكرله اى ملامح حد من اصحابى مش فاكره مين قالى جيكا مات اكلينيكيا ! قلتله جيكا مين ؟؟  ورغم انى شوفته قبل مايتصاب بساعات كأن عقلى كان رافض يستوعب اى صدمه جديده لغاية ماحد من اصحابى برضو اللى صدملى عقلى وقالى لأ تعرفيه, مقدرتش اعيش حالة الانكار تانى بس كان عندى أمل يخف ويعيش 
المره دى اتيحت لى الفرصه اودعه لأخر مره ,كانت المره الوحيده اللى شوفته فيها ساكت وعمرى ماكنت اتخيل اشوفه ساكت  بعد ساعات من زيارتى الاخيره ليه فى المستشفى انتشر الخبر نفس الصدمه بتتكرر من تانى _مينا مات ... جيكا مات وظهرت صوره جديده لصديق جديد عليها نفس العنوان المشئوم "ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفه " وكأن اللى فى الصوره ماهماش قلوب ! 
وبعد ماكان التفكير فى عدم تكرار الموقف ده تانى , انى اشوف صورة حد من اصحابى تحت الجمله دى اللى ماتعرفش معنى الرحمه , بقيت بفكر ياترى مين الجاى , مين عليه الدور , مين اللى هيكتبولى فوق صورته :ممنوع لأصحاب القلوب الضعيفه"!

الأحد، 16 ديسمبر 2012

ذكرى

فى يوم ذى ده وفى سنه شبه دى لحظات سعيده فى بيت احد الاصدقاء تغيير جو هرب من اجواء اعتصام فى شتاء قارص "خطوبة احدى صديقاتى " لم ينتهى اليوم مثلما ابتدأ 
اخبار مره تأتى لى رأسا من ميدان الحريه الجيش!!!! هجم ضرب حرق ساعات بعدها عدت للقاهره لم اعرف ماحدث بالضبط لكن توجهت صباح اليوم التالى للميدان من ناحية عبد المنعم رياض
مشهد عجيب ,, قوات الجيش بكثافه غريبه تضرب وتحرق كل ماامامها وكأنها جراد يلتهم البشر والمكان بتوحش غير معهود , او لنقل لم اتوقعه 
لم استطع دخول الميدان مجددا , وكانت قوات الجيش اخرجتنا خارج الميدان تماما واحرقت كل مايحتويه الميدان والقت القبض ع كل من تبقى ,قتلت من قتلت وسحلت من سحلت وبقى الميدان مسكونا بالنيران تتصاعد منه اعمدة الدخان الكثيف

عدت مبكرا للبيت ونزلت فى صباح اليوم التالى حامله الكثير من الألم 
وصلت الميدان قبل الضهر ,  حرب شوارع فى شارع القصر العينى والشيخ ريحان 
دخلت وسطهم فى شارع الشيخ ريحان , كل المبانى يعتليها اشخاص مدنين وعساكر معاهم حاويات كبيره مليانه طوب باحجام كبيره وكسر رخام
كنت بكسر طوب وبحدف لغاية مافتحت ايدى فتح كبير شويه ربطت ايدى وبقيت بحول طوب من ورا لقدام بس فى النص اخدت حجر كبير فى كتفى وبعدها كسرة رخام فوق عينى ادت لفقد بصر مؤقت ورجعت تانى لقيت شئ ما يشبه الهدنه 
العساكر قاعده ورا الدروع واللى فوق الابنيه يحولون دون تقدم احد من الثوار 
انتهى الامر بان العساكر جريو بسرعه ورانا بدأنا نجرى خارج الشارع تحت ضغط الخرطوش والطوب تدافع وناس وقعت 
اتأخرت شويه عشان اقوم طفل وقع وكملت جرى لقيت ناس واقعه كتير عند سور الجامعه فوق بعض اتشنكلت ووقعت فوقيهم وهنا مالحقتش اقوم تانى 
اتلف حوالينا العساكر انا وبنت تانى كانت جنبى ضرب بقوه بالشوم ع رقبتى واعلى الضهر والدماغ , البنت ماكنش لابسه حاجه ع دماغها فكانو مركزين ع دماغها
عسكرى منهم داس ع رجلى بقوه عشان مااتحركش وواحد تانى كان بيسحبنى من رجلى لجوه الشارع ورجعوه تانى سحبونى لبره والضرب ع رقبتى وتحتها مستمر واخيرا قدرت احرر نفسى وجريت جريو ورايا ولما بدأت ابعد عنهم ضربنى واحد منهم اخر ضربه بالشومه ع رأسى
كنت فى حاله هستريه الألم لا يحتمل لقيت طبيب ومعاه بنتين بس مافيش مستشفى لان الجيش حرقها مسبقا وقف الولاد كردون حواليه وادونى ضهرهم عشان الاصابه فى ضهرى بنج موضوعى واخدت قرصين مسكن بمحلول الملح عشان مافيش ميه !
مابين الاكتئاب والم الاصابه قضيت اسبوعين مش عارفه انام , اى دكتور بروحله بيسأل سؤال واحد وباصرار مين ضربك ولازم نعمل محضر , ماعدا دكتوره واحده قالتلى ان فى تمزق بسيط فى غضروفين ومرضيتش تدينى علاج , وبعدها كان اخر ملجأ ليه الصيدلى اللى ادانى ادويه للكدمات وتوصيات عشان اقدر اقف تانى وامشى او حتى انام 
..........انتهى المشهد العبثى ده بوفاة شخص كان عزيز عليه شخص ماكنش فى كلمات توصفه د/علاء عبد الهادى , انتهى بسحل شهداء فى الزباله , انتهى بتعرية بنت كل جريمتها وقفت وقالت لأ فى وش جبروت العسكر , انتهى بحبس وتعذيب الكثيرين والكثيرات , انتهى بشرخ نفسى كبيير جوانا أكبر من اصاباتنا
انتهى بتكريم اعضاء المجلس العسكرى واعطاءهم قلادات النيل , وتسمية احد الطرق ع اسم كبير سفاحيهم ومحطة مترو باسم تلك المؤسسه 
يسقط يسقط حكم العسكر .. المجد للشهداء .. المجد لكل من وقف فى وجه الظلم مناديا بالحق